حديث عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم 104
مستند احمد
حدثنا زيد بن الحباب، حدثني أبو السمح، حدثني أبو قبيل، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إني أخاف على أمتي اثنتين: القرآن واللبن، أما اللبن فيبتغون الريف ويتبعون الشهوات ويتركون الصلوات، وأما القرآن فيتعلمه المنافقون فيجادلون به المؤمنين "
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَريصًا على هدايةِ أُمَّتِه كُلِّهم، ويَخافُ عليهم أيضًا أن يَهلِكوا؛ ولهذا كان يُحَذِّرُهم مِمَّا به يَكونُ هَلاكُهم
ومِن ذلك أنَّه قال لَهم: إنِّي أخافُ على أُمَّتي اثنَتَينِ: القُرآنَ واللَّبَنَ، أي: أنَّهم سَيَهلِكونَ بسَبَبِهما. ثُمَّ بَيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَيف يَكونُ الهَلاكُ بهما، فقال: أمَّا اللَّبَنُ فيَبتَغونَ الرِّيفَ، أي: يَطلُبونَ ويَذهَبونَ الباديةَ لتَوفُّرِ المَرعى والماشيةِ واللَّبَنِ فيها؛ مِمَّا يُؤَدِّي بهم إلى أنَّهم يَتَّبِعونَ الشَّهَواتِ، أي: مَلَذَّاتِهمُ الدُّنيَويَّةَ ويَنشَغِلونَ بها عن أداءِ ما وجَبَ عليهم، فيَترُكونَ الصَّلَواتِ، أي: يَترُكونَ صَلاةَ الجَماعةِ والجُمُعةِ، كما جاءَ ذلك في رِوايةٍ أُخرى. وأمَّا القُرآنُ فيَتَعَلَّمُه المُنافِقونَ، فيُجادِلونَ به المُؤمِنينَ، أي: أنَّهم يَتَعَلَّمونَ القُرآنَ لا للعَمَلِ به والإيمانِ بما فيه بل مَقصودُهم مُجادَلةُ المُؤمِنينَ به
وفي الحَديثِ خَوفُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أُمَّتِه
وفيه خُطورةُ اتِّباعِ الشَّهَواتِ
وفيه خُطورةُ تَضييعِ الصَّلَواتِ
وفيه خُطورةُ تَعَلُّمِ القُرآنِ لمُجادَلةِ المُؤمِنينَ