حديث عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم 37
مستند احمد
حدثنا علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله بن مبارك، أخبرنا حرملة بن عمران، أنه سمع يزيد بن أبي حبيب، يحدث، أن أبا الخير، حدثه، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس - أو قال: يحكم بين الناس - " قال يزيد: «وكان أبو الخير لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة أو كذا»
الصَّدَقةُ مِن أفضَلِ الطَّاعاتِ الَّتي يَتقرَّبُ بها العبدُ إلى ربِّهِ، وقد حَثَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على التَّكافُلِ بيْنَ المُسلِمينَ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "كُلُّ امْرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ" يَومَ القِيامةِ حِينَ تَدْنو الشَّمْسُ مِنَ الرُّؤوسِ، "حتى يُقْضى بيْنَ النَّاسِ" بأنْ تُجسَّدَ الصَّدَقةُ مِظلَّةً عَظيمةً لِصاحِبِها، فيَقِفَ فِي ظِلِّها مُدَّةَ الحِسابِ، فالمُتَصَدِّقُ يُكْفى المَخاوِفَ، وَيصيرُ في كَنَفِ اللهِ وسِتْرِهِ يَومَ القيامةِ
والصَّدَقةُ المَقْصودةُ هي الصَّدَقةُ الخالِصةُ لِوَجهِ اللهِ، مِن رجُلٍ تَصدَّقَ بصَدَقةٍ فأخْفاها حتَّى لا تَعلَمَ شِمالُهُ ما تُنفِقُ يَمينُهُ، فبالَغَ في إخْفاءِ صَدَقتِهِ على النَّاسِ، وسَتَرَها عن كُلِّ شَيءٍ
"قال يَزيدُ"، وهو ابنُ أبي حَبيبٍ راوي الحديثِ: "فكانَ أبو الخَيرِ مَرثَدٌ"، وهو مَرثَدُ بنُ أبي عَبدِ اللهِ اليَزنيُّ راوي الحديثِ عن عُقْبةَ بنِ عامِرٍ رضِيَ اللهُ عنه، "لا يُخطِئُهُ يَومٌ"، فلا يَمُرُّ يَومٌ عليه، "إلَّا تَصدَّقَ فيه بشَيءٍ، ولو كَعْكةً أو بَصَلةً"، بمَعْنى أنَّه كان يَمتَثِلُ للأمْرِ بالصَّدَقةِ، فكانَ يَتَصدَّقُ كُلَّ يَومٍ، ولو بأيسَرَ ما يَجِدُهُ مِثلَ الكَعْكةِ أو البَصَلةِ من البَيتِ طَمَعًا في هذا المَوقِفِ، وهذا الثَّوابِ يَومَ القيامةِ