حديث عمر الجمعي
مستند احمد
حدثنا حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربه، قالا: حدثنا بقية بن الوليد، حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، حدثنا جبير بن نفير، أن عمر الجمعي، حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته» فسأله رجل من القوم: ما استعمله؟ قال: «يهديه الله عز وجل إلى العمل الصالح قبل موته، ثم يقبضه على ذلك»
حُسْنُ الخاتِمةِ مِن تَوفيقِ اللهِ سبحانه وتعالى للعبدِ، وإلهامُ العَبدِ أن يَعمَلَ صالِحًا قبلَ موتِه مِن البشائرِ له ومِن إرادةِ اللهِ الخيرَ به، كما يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم
في هذا الحديثِ: "إذا أراد اللهُ بعبدٍ خيرًا استَعمَله"، أي: إذا أراد أن يَزيدَ في حَسَناتِه، فيُدخِلَه الجنَّةَ، فاستَفسَر الصَّحابةُ عن معنى "استعمَله"، "فقيل: كيف يَستعمِلُه يا رسولَ اللهِ؟"، أي: ما كيفيَّةُ استعمالِه الَّتي سيَنالُ بها الخيريَّةَ، فأجابهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بقولِه: "يُوفِّقُه لعمَلٍ صالحٍ قبلَ الموتِ"، أي: يَجعَلُه يَقومُ بعمَلٍ صالحٍ قبلَ موتِه، ويَقبِضُ رُوحَه، وهو يُقيمُ هذا العملَ، أو عَقِبَ فِعْلِه له، كأنْ يُوفِّقَه للصَّلاةِ، ويَقبِضَه وهو يُصلِّي، أو الصِّيامِ، ونحوِ ذلك مِن أعمالٍ صالحةٍ، ويَقبِضَه وهو يَفعَلُها أو عَقِب فِعْلِها