حديث هشام بن عامر الأنصاري 7
مسند احمد
حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة، عن يزيد الرشك، قال شعبة: قرأته عليه، قال: سمعت معاذة العدوية، قالت: سمعت هشام بن عامر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يحل لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال، فإن كان تصارما فوق ثلاث فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما، وأولهما فيئا فسبقه بالفيء، كفارته فإن سلم عليه فلم يرد عليه، ورد عليه سلامه ردت عليه الملائكة، ورد على الآخر الشيطان، فإن ماتا على صرامهما لم يجتمعا في الجنة أبدا»
أقامَ الإسلامُ العَلاقةَ بيْنَ المُسلِمينَ على الأُخوَّةِ والمَودَّةِ، والوَحْدةِ والتَّعاوُنِ، وذَمِّ التَّشاحُنِ والتَّهاجُرِ والتَّباغُضِ؛ لأنَّه يُنافي رُوحَ الإسلامِ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "لا يَحِلُّ لِمُسلِمٍ أنْ يَهجُرَ مُسلِمًا" فيَقطَعَ عَلاقَتَهُ به "فَوقَ ثَلاثِ لَيالٍ" دونَ سَبَبٍ شَرعيٍّ، وإنْ فعَلَ الطَّرَفانِ ذلك، "فإنَّهما ناكِبانِ عن الحقِّ" مُتَنحِّيانِ وبَعيدانِ ومُعرِضانِ عن الحقِّ "ما داما على صُرامِهما" من الهَجْرِ والتَّدابُرِ "وأوَّلُهما فَيئًا" بالرُّجوعِ إلى الصُّلحِ "يكونُ سَبْقُهُ بالفَيءِ كَفَّارةً له" فيَغفِرُ اللهُ له إثْمَ القَطيعةِ والهَجْرِ "وإنْ سلَّمَ" أحَدُهُما "فلم يَقبَلْ" الآخَرُ "ورَدَّ عليه سَلامَهُ" برَفضِهِ وعَدَمِ قَبولِ إجابةِ السَّلامِ "ردَّتِ عليه الملائِكةُ، ورَدَّ على الآخَرِ الشَّيْطانُ"، والمَعْنى أجابتِ الملائِكةُ تحيَّةَ الَّذي بدَأَ بالسَّلامِ وحَيَّتْهُ، أمَّا مَن رفَضَ إجابةَ السَّلامِ، فإنَّه يُجيبُهُ شَيطانٌ، فيُوَسوِسُ له بالشَّرِّ "وإنْ ماتا على صُرامِهما" من الهَجْرِ، وقَطعِ الصِّلاتِ، وماتا وهما مُصِرَّانِ على التَّهاجُرِ وقَطعِ الصِّلاتِ "لم يَدخُلا الجَنَّةَ جميعًا أبَدًا"، وهذا مِن التَّغليظِ في النَّهيِ عن التَّدابُرِ، والتَّقاطُعِ بيْنَ المُسلِمينَ
وفي الحَديثِ: التَّحْذيرُ الشَّديدُ مِن الخُصومةِ والهَجْرِ بيْنَ المُسلِمينَ