حديث وائل بن حجر 11
مستند احمد
حدثنا يونس بن محمد، حدثنا عبد الواحد، حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر الحضرمي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: لأنظرن كيف يصلي، قال: «فاستقبل القبلة، فكبر، ورفع يديه حتى كانتا حذو منكبيه» ، قال: «ثم أخذ شماله بيمينه» ، قال: «فلما أراد أن يركع رفع يديه حتى كانتا حذو منكبيه، فلما ركع وضع يديه على ركبتيه، فلما رفع رأسه من الركوع رفع يديه حتى كانتا حذو منكبيه، فلما سجد وضع يديه من وجهه، بذلك الموضع [ص:143]، فلما قعد افترش رجله اليسرى، ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع حد مرفقه على فخذه اليمنى، وعقد ثلاثين وحلق واحدة، وأشار بإصبعه السبابة»
كان الصَّحابةُ رِضْوانُ اللهِ علَيْهم يُراقِبون النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم في أمورِه؛ حتَّى يتَعلَّموا مِنه أمورَ دينِهم
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ وائلُ بنُ حُجرٍ رَضِي اللهُ عَنْه أنَّه كان قد رأى "النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم حينَ افتَتَح الصَّلاةَ"، أي: حينَ بدَأَها بتَكبيرةِ الإحرامِ، "رَفَع يدَيْه حِيالَ أُذنَيه"، أي: رفَع يدَيه في التَّكبيرِ إلى مُستوًى يُوازي به أذُنَه، قال وائلُ بنُ حُجْرٍ: "ثمَّ أتيتُهم"، أي: النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم وأصحابَه رِضْوانُ اللهِ علَيْهم بَعدَ فترةٍ مِن الزَّمنِ، "فرَأيتُهم يَرفَعون أيديَهم إلى صُدورِهم"، أي: إلى مُستَوًى يُوازي صُدورَهم، "في افتِتاحِ الصَّلاةِ"، أي: في تكبيرةِ الإحرامِ، "وعلَيهِم بَرانِسُ وأكسِيَةٌ"، وكان ذلك مِن شدَّةِ البَردِ، والبُرنُسُ: هو كلُّ ثوبٍ التَصَق به غطاءٌ للرَّأسِ، أو طالَت أكمامُه عن طولِ الأيدي، والمرادُ بالأَكْسِيَةِ: أثوابٌ كانوا يَلبَسونَها لِتَحمِيَهم مِن البَردِ، والمراد: أنهم يَرفُعون أيديهم تحتَ الثِّيابِ إلى صُدورِهم؛ لعدمِ تَمكُّنِهم مِن الرَّفعِ إلى المنكبينِ؛ لثِقَلِ الثِّيابِ التي لَبِسُوها لدفعِ البَرْدِ عنهم
وفي الحديث: رفْعُ اليدينِ إلى المَنكِبَينِ إنْ أمكَن، وإلَّا فإلى حيثُ يُمكِنُ