ذكر صلاة نبي الله موسى عليه السلام، وذكر الاختلاف على سليمان التيمي فيه 5
سنن النسائي
أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، وإسمعيل بن مسعود، قالا: حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي، قال: سمعت أنسا يقول: أخبرني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، «أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على موسى عليه السلام وهو يصلي في قبره»
رِحلةُ الإسراءِ والمِعراجِ مِنَ المعجزاتِ الكُبرى الَّتي تجلَّى فيها فضْلُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وظهَرَ عُلوُّ مَقامِهِ عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهي آيةٌ مِن آياتِ اللهِ سُبحانَه وتَعالَى لِنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ ليُثَبِّتَ فُؤادَه، ويُقوِّيَ يَقينَه، وقدْ وَرَدت فيه أحاديثُ صَحيحةٌ كَثيرةٌ
وفي هذا الحديثِ يَذكُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه مرَّ عَلى نَبيِّ اللهِ مُوسى عليه السَّلامُ لَيلةَ أُسرِيَ بِه عندَ الكَثيبِ الأَحمرِ وهو «يُصلِّي في قَبرِه» أي: أنَّه كان يَتعبَّدُ لِربِّه، والكَثيبُ: هُو الكَومُ مِنَ الرَّملِ، والموضعُ المشارُ إليه يقَعُ بطَريقِ بيتِ المقدسِ، ويَحتمِلُ أنَّ تلك الصَّلاةَ ونحْوَها ممَّا يَتمتَّعُ بها الميِّتُ ويَتنعَّمُ بها، فهذا ليْس مِن التَّكليفِ الَّذي يُطلَبُ له ثَوابٌ، بلْ هو مِن النَّعيمِ الَّذي تَتنعَّمُ به الأنفُسُ، وتَتلذَّذُ به كما تَتنعَّمُ بالأكلِ والشُّربِ والنِّكاحِ
وفي الحديثِ: أنَّ الأَنبياءَ أَحياءٌ في قُبورِهم
وفيه: فَضلُ مُوسى عليه السَّلامُ