رفع الإمام يده
سنن النسائي
أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو تقي الحمصي، قال: حدثنا بقية، عن شعيب، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه، أنه «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء استقبل القبلة، وقلب الرداء، ورفع يديه»
المسلِمُ الحَقُّ يلجَأُ إلى اللهِ تعالى في كلِّ النَّوازلِ والكُرباتِ؛ فإنَّه سبحانه هو الذي بيدِه الغوْثُ وكشْفُ الكرباتِ، وقد علَّمنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كيفيَّةَ الصَّلاةِ والدُّعاءِ عند عدَمِ نزولِ المطَرِ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبَّادُ بنُ تَميمٍ عن عمِّه عبدِ اللهِ بنِ زيْدٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّه رأَى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الاستِسقاءِ استقبَلَ القِبلةَ، وقلَب الرِّداءَ، ورفَع يدَيه"، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حينَما خرَج للدُّعاءِ والصَّلاةِ لطلَبِ السُّقيا وإنزالِ المطَرِ مِن اللهِ، توجَّه إلى القِبلةِ بوَجهِه وعند ذلك قلَب الثِّيابَ؛ بأنْ جعَلَ داخِلَه خارِجَه، ورَفَع يدَيه في الدُّعاءِ
وقد ورَد أنَّه دعا بظاهِرِ كفَّيهِ وبالَغ في رفْعِ يدَيه وهو يَدعو، فكأنَّ المرفوعَ إلى السَّماءِ هو ظاهِرُ كفَّيهِ؛ وهذا كلُّه مِن إظهارِ التَّضرُّعِ والتَّذلُّلِ للهِ سبحانه بالقلْبِ والعينِ واللِّسانِ، حتَّى يُنزِلَ المطَرَ، ويُحييَ الأرضَ ويَسقِيَ النَّاسَ، وصلاةُ الاستِسقاءِ تكونُ بعدَ الدُّعاءِ والاستِغفارِ، ثمَّ يُصلِّي الإمامُ بالنَّاسِ ركعتَين يجهَرُ بالقِراءةِ فيهما، مِن غيرِ أذانٍ ولا إقامَةٍ
وفي الحديثِ: إظهارُ كامِلِ التَّضرُّعِ والخُشوعِ للهِ تعالى عِندَ صلاةِ الاستسقاءِ