ركوب البدنة بالمعروف
سنن النسائي
أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يسأل عن ركوب البدنة فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اركبها بالمعروف إذا ألجئت إليها حتى تجد ظهرا»
أرْسَلَ اللهُ تعالَى نبيَّه مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَحمةً للعالَمينَ، وجعَلَ في امتِثالِ أمْرِه واجْتِنابِ نَهْيِه النَّجاةَ في الدُّنيا والآخِرةِ، وكانتْ طَريقتُه التَّيسيرَ على النَّاسِ في عِباداتِهم وحَياتِهم
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التَّابِعيُّ أبو الزُّبيرِ محمَّدُ بنُ مُسلِمٍ أنَّ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما سُئلَ عنْ رُكوبِ الهَديِ، وهو كلُّ ما يُهْدَى إلى البَيتِ منَ الأنْعامِ؛ قُربةً إلى اللهِ، فذكَرَ جابرٌ رَضيَ اللهُ عنه قَولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «اركَبْها بالمَعروفِ»، أي: بِوَجهٍ لا يَلحَقُها ضَررٌ، «إذا أُلْجِئْتَ» واضطُررْتَ إلى رُكوبِها، «حتَّى تَجِدَ ظَهرًا»، أي: مَركوبًا آخَرَ منَ الدَّوابِّ غيرِ الهَديِ
وفي الصَّحيحَينِ من حَديثِ أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه: «أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنةً، فَقالَ له: ارْكَبْها، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّهَا بَدَنةٌ، قالَ في الثَّالِثةِ أوْ في الرَّابِعةِ: ارْكَبْها ويْلَكَ! أوْ ويْحَكَ!»، فأمَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِرُكوبِها؛ ليَستريحَ مِن تَعَبِه الَّذي حصَلَ له مِن مَشقَّةِ المَشْيِ