صفة نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم 1

سنن النسائي

صفة نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم 1

أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، قال: حدثنا أنس، «أن نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان»

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زاهدًا في أُمورِ الدُّنيا، مُقبِلًا على أُمورِ الآخرةِ، رَغْمَ ما آتاهُ اللهُ سُبحانه مِن الغنائمِ والأموالِ، ولكنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضَرَبَ لنا المَثَلَ الأعْلى في التَّقلُّلِ مِن عَرَضِ الدُّنيا
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ عِيسى بنُ طَهْمانَ أنَّ أنَسَ بنَ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه كان يَحتفِظُ بنَعْلَيْن قَديمينِ، والنَّعْلُ: هُوَ ما يُلبَسُ فِي القَدَمِ لِيَقِيَها عِنْدَ المَشْيِ، والغالِبُ فِيهِ أنَّهُ لا يَستُرُ القَدَمَ، وقد أخْرَجَهما مرَّةً لِيُرِيَهما للنَّاسِ، وكان مِن صِفتِهما أنَّهما جَرْدَاوان، أي: بَالِيانِ مُجرَّدانِ عَن الشَّعرِ لقِدَمِهما، «لهما قِبالانِ» تَثنيةُ قِبالٍ، وهو زِمامُ النَّعلِ، وهو السَّيرُ الذي يكونُ بيْن الإصبَعِ الوُسْطَى والَّتي تَليها الزِّمامانِ، أو ما يُشَدُّ به سَيرُ النَّعلِ، ولم يُخْبِرْ أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه عِيسى بنَ طَهْمانَ أنَّهما نَعْلاهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بلِ الذي أعْلَمَه بذلك ثابتٌ البُنانيُّ عن أنسٍ رَضيَ اللهُ عنه، وقدْ خَدَم أنسٌ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عشْرَ سِنينَ
وفي الحديثِ: حِرصُ الصَّحابةِ على الاحتفاظِ بآثارِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والاستفادةِ منها في تَعليمِ النَّاسِ