طرح الخاتم وترك لبسه 1
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن علي بن حرب، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن سليمان الشيباني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما فلبسه قال: «شغلني هذا عنكم منذ اليوم، إليه نظرة، وإليكم نظرة ثم ألقاه»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حريصًا على أصحابِهِ، وكان معهم نِعْمَ المُعلِّمُ والمُتَّبَعُ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم اتَّخَذَ خاتَمًا فلَبِسَه"، ثمَّ قال لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "شَغَلني هذا"، أي: الخاتَمُ، "عنكم منذ اليومِ"، أي: شَغَلني هذا الخاتَمُ عن أمورِكم وشؤونِكم، ثمَّ وضَّحَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم هذا الأمرَ بقولِه: "إليه نَظْرةٌ، وإليكم نَظْرةٌ"، أي: أنظُرُ إليه وأهتَمُّ به تارَةً، وإليكم أخرى، ثمَّ اختارَ الأهَمَّ، وهو أمرُ الصَّحابةِ، "ثمَّ ألقاه"، أي: نزَعَه مِن يدِه، ورمَى به؛ لشَغْلِه إيَّاه عمَّا هو أهَمُّ
وفي الحديثِ: الحِرصُ على الاهتمامِ بالرَّعيَّةِ، ورِعايةِ شُؤونِهم
وفيه: المُفاضَلةُ في الأعمالِ، والأخْذُ بالأهَمِّ