عدله في الدعوة وفضله في الهداية
بطاقات دعوية
قوله تعالى { إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون } يونس(23)
شبه سبحانه الحياة الدنيا في أنها تتزين في عين الناظر، فتروقه بزينتها، وتعجبه، فيميل إليها، ويهواها، اغترارا منه بها. حتى إذا ظن أنه مالك لها قادر عليها سُلبها بغتة أحوج ما كان إليها وحيل بينه وبينها.
فشبهها بالأرض التي ينزل الغيث عليها، فتعشب ويحسن نباتها، ويروق منظرها للناظر، فيغتر بها، ويظن أنه قادر عليها، مالك لها. فيأتيها أمر الله فتدرك نباتها الآفة بغتة، فتصبح كأن لم تكن قبل شيئا. فيخيب ظنه، وتصبح يداه منها صفرا.
فهكذا حال الدنيا والواثق بها سواء.
وهذا من أبلغ التشبيه والقياس.
ولما كانت الدنيا عرضة لهذه الآفات والجنة سليمة منها قال (والله يدعو إلى دار السلام) فسماها هنا دار السلام لسلامتها من هذه الآفات التي ذكرها في الدنيا،
فعم بالدعوة إليها وخص بالهداية من يشاء فذاك عدله وهذا فضله.