﴿فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم﴾
(محمد ٢٢- ٢٣)
قال السعدي رحمه الله :
{فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم} أي: فهما أمران، إما التزام لطاعة الله، وامتثال لأوامره، فثم الخير والرشد والفلاح، وإما إعراض عن ذلك، وتول عن طاعة الله، فما ثم إلا الفساد في الأرض بالعمل بالمعاصي وقطيعة الأرحام.
{أولئك الذين} أفسدوا في الأرض، وقطعوا أرحامهم {لعنهم الله} بأن أبعدهم عن رحمته، وقربوا من سخط الله.
{فأصمهم وأعمى أبصارهم} أي: جعلهم لا يسمعون ما ينفعهم ولا يبصرونه، فلهم آذان، ولكن لا تسمع سماع إذعان وقبول، وإنما تسمع سماعا تقوم به حجة الله عليها، ولهم أعين، ولكن لا يبصرون بها العبر والآيات، ولا يلتفتون بها إلى البراهين والبينات.