كانوا على ثلاثة منازل
وعن طارق بن شهاب رحمه الله : أتيت سلمان فقلت لأنظرن كيف صلاته ؟ فكان ينام من الليل ثلثه . وقال : « حافظوا على هذه الصلوات المكتوبات فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تصب القبلة . فإذا صلى الناس العشاء كانوا على ثلاثة منازل ، منهم من له ولا عليه . ومنهم من عليه ولا له ، ومنهم من لا عليه ولا له . فقلت : من عليه ولا له ؟ قال : رجل صلى العشاء ، فاغتنم غفلة الناس وظلمة الليل ، فركب رأسه في المعاصي ، ورجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل ، فركب رأسه وقام يصلي ، فذاك له ولا عليه ، ورجل نام فذاك لا عليه ولا له . وقال له رجل : إني لا أطيق الصلاة بالليل ، فقال : لا تعص الله بالنهار ولا عليك أن لا تصلي بالليل » وقال رجل لابن عمر : إني أحب التهجد والصلاة لله ولا أقدر عليها مع الضعف . فقال : ارقد يا ابن أخي ما استطعت واتق الله ما استطعت . وقال سفيان : « شر حالات المؤمن أن يكون نائما وخير حالات الفاجر أن يكون نائما ؛ لأن المؤمن إذا كان مستيقظا فهو متحل بطاعة الله خير له من نومه ، والفاجر إذا كان مستيقظا فهو متحل بمعاصي الله فنومه خير له من يقظته »