باب كتاب الصلاة
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" قاتل الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَديدَ العِنايةِ في تَحذيرِ أُمَّتِه مِنَ الوُقوعِ في الشِّرْكِ، كما حَدَثَ مع الأُمَمِ قبْلَنا في اتِّخاذِ قُبورِ أَنْبيائِهِم مَساجِدَ
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: قاتَلَ اللهُ اليهودَ، وهذا دعاءٌ عليهم بأنْ يَقتُلَهمُ اللهُ ويُعاديَهم، ويُقالُ: هو عِبارةٌ عن الطَّرْدِ والإبعادِ عن الرَّحمةِ؛ بسبب أنَّهمُ اتَّخَذوا قبورَ أنبيائِهم مساجِدَ؛ وذلك إمَّا بالسُّجودِ إليها تعظيمًا لها، أو بجَعلِها قِبلةً يَتوجَّهونَ إليها في الصَّلاةِ، ويَقْصِدونَها بعِبادتِهم، أو لأنَّهم بَنَوْا أماكنَ عبادتِهم عليها.وإنَّما خَصَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اليهودَ هاهُنا بالذِّكْرِ؛ لأنَّهم أسَّسوا هذا الاتِّخاذَ وابتَدؤوا به؛ فهم أظْلَمُ، ولأنَّهم أشدُّ غُلُوًّا فيه.وفي هذا تحذيرٌ ونهيٌ شَديدانِ، وإعلامٌ للأمَّةِ بأن يَتجَنَّبوا اتِّخاذَ القبورِ مساجِدَ؛ لِمَا في ذلك مِن الذَّريعةِ المُفْضِيةِ إلى الاعتقادِ فيها وعِبادتِها