كم طواف القارن والمتمتع بين الصفا والمروة
سنن النسائي
أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: أنبأنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابرا، يقول: «لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا»
الحجُّ رُكنٌ مِن أَركانِ الإِسْلامِ، وهوَ عِبادةٌ لمَنِ استَطاعَ إليها سبيلًا، والإِهْلالُ بهِ إمَّا أنْ يَكونَ إفرادًا، أو قِرانًا، أو تمتُّعًا بالعُمرةِ إلى الحجِّ
وهذا الحَديثُ يُوضِّحُ جانبًا مِن جَوانبِ حجِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حَجَّةِ الوَداعِ؛ فَقد كانَ قارنًا بيْنَ الحجِّ والعُمرةِ؛ لأنَّه كانَ معَه الهَديُ، ولِذلكَ قالَ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما: «لم يَطُفِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا أَصْحابُه بيْنَ الصَّفا والمَروةِ إلَّا طوافًا واحدًا»، وفي رِوايةٍ زادَ: «طوافَه الأَوَّلَ»، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَن كان مَعَه قارنًا لم يَسعَوْا بيْنَ الصَّفا والمَروةِ إلَّا سَعيًا واحدًا، وهوَ السَّعيُ الَّذي كانَ معَ طَوافِ القُدومِ، وإنَّما القارِنُ يَكْفيهِ طَوافٌ واحِدٌ وسَعيٌ واحدٌ؛ لأنَّ أفْعالَ العُمرةِ تَندرِجُ في أفْعالِ الحجِّ
أمَّا الَّذين تمتَّعوا بالعُمرةِ إلى الحجِّ فعليهم سَعْيانِ: سَعْيٌ لعُمرَتِهم، وسَعيٌ لحَجِّهم يومَ النَّحرِ، يُوضِّحُ ذلكَ ما رَواه البُخاريُّ -واللَّفظُ له- ومُسلمٌ عن عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها قالتْ: «فطافَ الَّذينَ كانوا أَهلُّوا بالعُمرةِ بالبَيتِ وبينَ الصَّفا والمَروةِ، ثُمَّ حلُّوا، ثُمَّ طافوا طَوافًا آخرَ بعدَ أنْ رَجَعوا مِن منًى»، أي: مَن كان مُتمتِّعًا، «وأمَّا الَّذين جَمَعوا الحجَّ والعُمرةَ»، أي: مَن كان قارنًا «فإنَّما طافوا طَوافًا واحدًا»