كيف نجمع بين قول النبي ﷺ : ((أن أشد الناس عذاباً يوم القيامة يضاهون بخلق الله) وبين كون المشرك أشد الناس عذاباً يوم القيامة؟

كيف نجمع بين قول النبي ﷺ : ((أن أشد الناس عذاباً يوم القيامة يضاهون بخلق الله)  وبين كون المشرك أشد الناس عذاباً يوم القيامة؟

سئل فضيلة الشيخ: كيف نجمع بين قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أن أشد الناس عذاباً يوم القيامة يضاهون بخلق الله) (2) وبين كون المشرك أشد الناس عذاباً يوم القيامة؟

أجاب حفظه الله بقوله: ذكر في الجمع بينهما وجوه:
الوجه الأول: أن الحديث على تقدير " من: أي إن من أشد الناس عذاباً، بدليل أنه قد جاء بلفظ ((إن من أشد الناس عذاباً) فيحمل ما حذفت منه على ما ثبتت فيه.
الوجه الثاني: أن الأشدية لا تعني أن غيرهم لا يشاركون بل يشاركهم غيرهم، قال تعالى: (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ 46) (1) . فيكون الجميع مشتركين في الأشد.
ولكن يرد على هذا أن المصور فاعل كبيرة فقط، فكيف يسوى بمن هو كافر مستكبر؟
الوجه الثالث: أن الأشدية نسبية يعني أن المصورين أشد الناس عذاباً بالنسبة للعصاة الذين لم تبلغ معصيتهم الكفر، لا بالنسبة لجميع الناس. وهذا أقرب الوجوه، والله أعلم (2)