ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغضه حبيبك
أخبرنا أبو عبد الله، أنبأنا جعفر، حدثني إبراهيم بن نصر، حدثني إبراهيم بن بشار قال: سمعت: إبراهيم بن أدهم يقول: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغضه حبيبك، ذم مولانا الدنيا فمدحناها، وأبغضها فأحببناها، وزهد فيها فآثرناها، ورغبنا في طلبها، ووعدكم خراب الدنيا فحصنتموها، ونهاكم عن طلبها فطلبتموها، وأنذركم الكنوز فكنزتموها، دعتكم إلى هذه الغرارة دواعيها فأجبتم مسرعين مناديها، خدعتكم بغرورها، ومنتكم فأقررتم خاضعين لأمانيها، تتمرغون في زهراتها، وتتمتعون في لذاتها، وتتقلبون في شهواتها، وتلوثون بتبعاتها، تنبشون بمخالب الحرص عن خزائنها، وتحفرون بمعاول الطمع في معادنها، وتبنون بالغفلة في أماكنها، وتحصنون بالجهل في مساكنها