ما الأمور التي تجعل المسلم ملزما بالحج وجوبا من غير الفريضة؟

فتاوى ورسائل ابن عثيمين

ما الأمور التي تجعل المسلم ملزما بالحج وجوبا من غير الفريضة؟

سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله تعالى-: ما الأمور التي تجعل المسلم ملزما بالحج وجوبا من غير الفريضة؟
فأجاب فضيلته بقوله-: من الأمور التي تجعل الحج واجبا من غير الفريضة النذر، فلو نذر الإنسان أن يحج نذر تبرر وجب عليه أن يحج، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من نذر أن يطيع الله فليطعه " (2) والحج طاعة لله ورسوله، فإذا نذر أن يحج وجب عليه أن يحج، وقوله: نذر تبرر احترازا مما لو كان نذر لجاج أو غضب، وهو الذي يقصد به المنع، أو الحث، أو التصديق، أو التكذيب، ويظهر بالمثال، مثل أن قال: إن شفى الله مريضي فلله علي أن أحج هذا العام. أو أن يحج ويطلق النذر، فهذا نذر في مقابلة نعمة، فيكون شكرا، وأما لو قال: إن كلمت فلانا فلله علي نذر
أن أحج كل عام. فهذا لا يلزمه الوفاء به، لأنه لم يقصد بذلك التقرب إلى الله بالحج، وإنما قصد بذلك أن يثقل على نفسه حتى يمتنع مما نذر عليه.
فالمهم أن الحج يكون واجبا بالنذر، كذلك أيضا يكون واجبا إذا شرع فيه ولو كان نفلا، لقول الله تعالى: (وأتموا الحج والعمرة لله) (1) وهذه الآية نزلت قبل فرض الحج، لأنها نزلت في الحديبية عام ستة للهجرة، وفرض الحج إنما كان في السنة التاسعة، وعلى هذا فيجب الحج بأمرين: بالشروع فيه، وبالنذر.
وأما الفريضة فظاهر.