ما يجد الشهيد من الألم
سنن النسائي
أخبرنا عمران بن يزيد، قال: حدثنا حاتم بن إسمعيل، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الشهيد لا يجد مس القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة يقرصها»
الجِهادُ في سبيلِ اللهِ تَعالى مِن أعلى مَراتبِ الإيمانِ، وهو ذِرْوةُ سَنامِ الإسلامِ؛ وقد جعَلَ اللهُ جَزاءَ مَن قُتِلَ شَهيدًا في سَبيلِه أن يَغفِرَ اللهُ له كلَّ خَطايَاهُ عِندَ أوَّلِ قَطرةٍ مِن دَمِه ثُمَّ يُدخِلُه الجنَّةَ
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "ما يَجِد الشَّهيدُ مِن مَسِّ القَتلِ"، أي: لا يُحِسُّ الَّذي قُتِلَ شَهيدًا في سَبيلِ اللهِ تَعالى مِن ألَمِ القتلِ شيئًا، "إلَّا كَما يَجِدُ أحَدُكم مِن مَسِّ القَرْصةِ"، أي: إلَّا كَما يُحِسُّ أيُّ أحدٍ مِن ألَمِ القَرْصةِ، وهي عَضُّ النَّملةِ الإنسانَ وما شابَهَ، وقيل: القَرْصُ الأخذُ بأطرافِ الأصابعِ، وذلك يُوضِّح مَدى قدْرِ الشَّهيدِ وعِظَمَ مَنزلَتِه عندَ ربِّه عزَّ وجلَّ؛ حيث رفَع اللهُ عنه كلَّ الآلامِ الَّتي قد يُعانِيها مِن شدَّةِ القتلِ وبأسِه وخفَّفَها عَنه حتَّى تَمُرَّ علَيه كالقَرْصةِ الَّتي لا يَشْتَكي ألَمَها أحدٌ
وفي الحديثِ: بيانُ قَدْرِ الشَّهيدِ وعِظَمِ مَنزِلَتِه في الإسلامِ