ماذا أنعم الله على الفقراء والمساكين من النعيم والراحة في الدنيا والآخرة؟
الزهد الكبير
وبهذا الإسناد حدثني إبراهيم بن بشار قال: أمسينا مع إبراهيم بن أدهم ذات ليلة وليس معنا شيء نفطر عليه ولا لنا حيلة، فرآني مغتما حزينا فقال: يا إبراهيم بن بشار، ماذا أنعم الله على الفقراء والمساكين من النعيم والراحة في الدنيا والآخرة؟ " لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة، ولا حج، ولا عن صدقة، ولا عن صلة رحم، ولا عن مواساة، وإنما يسأل ويحاسب على هذا هؤلاء المساكين أغنياء في الدنيا، فقراء في الآخرة، أعزة في الدنيا، أذلة يوم القيامة [ص:82]، لا تغتم، ولا تحزن فرزق الله مضمون سيأتيك، نحن والله الملوك الأغنياء نحن الذين قد تعجلنا الراحة في الدنيا لا نبالي على أي حال أصبحنا وأمسينا إذا أطعنا الله، ثم قام إلى صلاته وقمت إلى صلاتي فما لبثنا إلا ساعة فإذا نحن برجل قد جاء بثمانية أرغفة وتمر كثير فوضعه بين أيدينا وقال: كلوا رحمكم الله قال: فسلم ثم قال: كل يا مغموم "، فدخل سائل فقال: أطعمونا شيئا، فأخذ ثلاثة أرغفة مع تمر فدفعه إليه وأعطاني ثلاثة وأكل رغيفين وقال: المواساة من أخلاق المؤمنين