مسند أبي بكر الصديق 12
حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا صدقة بن موسى صاحب الدقيق، عن فرقد، عن مرة بن شراحيل
عن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا خائن ولا سيئ الملكة، وأول من يقرع باب الجنة المملوكون؛ إذا أحسنوا فيما بينهم وبين الله عز وجل، وفيما بينهم وبين مواليهم " (1) .
* 14 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة - وسمعته (2) من عبد الله بن أبي
عندَما تَولَّى أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عَنْه خَليفةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم أمورَ المُسلِمين كان حَريصًا على أن يَقتفِيَ أثَرَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي أبو الطُّفَيلِ:
أنَّ فاطمةَ رَضيَ اللهُ عَنْها بِنتَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم جاءَت إلى أبي بكرٍ رَضيَ اللهُ عَنْه
تَطلُبُ مِيراثَها أي: حَقَّها مِمَّا ترَكَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم مِن أموالٍ،
فقال لها أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عَنْه:
سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يقولُ:
إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ إذا أطعَمَ نبيًّا،أي: رزَقَ نبيًّا مِن أنبِيائِه "طُعْمةً"،
أي: أُكْلةً، والمقصودُ بها: ما يَكونُ مِن الفَيءِ والغَنيمةِ،
"فهِي لِلَّذي يَقومُ مِن بَعدِه"، أي: لِلَّذي يتَولَّى الأمورَ بعدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم،
فيَقومُ بتَصْريفِ تِلكَ الأموالِ في مَصالِحِ المُسلِمين،
والمقصودُ: أنَّه يُنفِقُ على نَفسِه مِنها،
ويُنفِقُ مِنها على أهلِ بيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم، وما يَكونُ في مَصالِحِ المُسلِمين.
وفي الحَديثِ: أنَّ الأنبياءَ لا يُورَثون.
وفيه: أنَّ مَن اشتَغَلَ بمَصالِحِ المُسلِمين له أن يَأخُذَ الرِّزقَ مِن على عمَلِه.