مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه427
مسند احمد
حدثنا يحيى، عن داود بن قيس قال: حدثني عياض، حدثني أبو سعيد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم العيد، - قال يحيى: لا أعلمه إلا قال الفطر والأضحى - فيصلي بالناس ركعتين، فيقوم قائما، فيستقبل الناس بوجهه ويقول (1) : " تصدقوا " فكان أكثر من يتصدق النساء قال عبد الرزاق: بالخاتم والقرط والشيء فذكر معناه، فإن كانت له حاجة، أو أراد أن يضع (3) بعثا، تكلم، وإلا انصرف (3)
صلاةُ العيدِ لها أهمِّيَّةٌ عَظيمةٌ في الإسلامِ ففيها تَظهَرُ قوَّةُ الإسلامِ ووَحْدَةُ المسلِمين وتَجمُّعُهم، مع ما فيه مِن إظهارِ البَهجةِ والسُّرورِ والإقبالِ على اللهِ عزَّ وجلَّ. ... وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبُو سَعِيدٍ الخُدْريُّ رَضِي اللهُ عنه، فيقولُ: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَخرُجُ يومَ العيدِ"، أي: يَخرُجُ للخَلاءِ وفي مكانٍ واسعٍ، "فيصلِّي بالنَّاسِ رَكعتَينِ، ثُمَّ يُسلِّمُ؛ فيَقِفُ على رِجْلَيه فيَستَقبِلُ النَّاسَ وهم جُلوسٌ": أي: لِيَخطُبَ خُطبةَ العيدِ، "فيَقولُ: تَصدَّقوا تصَدَّقوا"، أي: إنَّ ما يَذكُرُه في الخُطبةِ أنَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يأمُرُ أصحابَه بالصَّدَقةِ؛ "فأكثَرُ مَن يتَصدَّقُ النِّساءُ؛ بالقُرْطِ"، وهو مِن الزِّينةِ الَّتي تَلبَسُها النِّساءُ وتُعلِّقُها في الأُذُنِ، "والخاتَمِ والشَّيءِ"، أي: أشياءَ أُخَرَ مِن حُلِيِّهنَّ، "فإنْ كانت له حاجةٌ يُريدُ أن يَبعَثَ بَعثًا"، أي: إنْ أراد أن يُرسِلَ جيشًا إلى جِهَةٍ مُعيَّنةٍ، "يَذكُرُه لهم وإلَّا انصَرَف"، وإنَّما يَأمُرُهم يومَ العِيدِ بذلك لاجتِماعِهم هُناك؛ فلا يَحتاجُ إلى أن يَجمَعَهم مرَّةً أخرى. ... وفي الحديثِ: بَيانُ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في صلاةِ العيدِ وأنَّ الخُطبةَ تَكونُ بعدَ الصَّلاةِ ويَقِفُ الإمامُ أمامَ النَّاسِ. ... وفيه: الحثُّ على الصَّدَقاتِ في خُطبَةِ العِيدِ