‌‌مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه511

مسند احمد

‌‌مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه511

حدثنا عفان، (2) حدثنا عبد الواحد يعني ابن زياد، حدثنا إسحاق بن شرفي، (3) مولى عبد الله بن عمر، قال: حدثنا أبو بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر (1) ، عن عبد الله بن عمر، قال: حدثني أبو سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة "، (2) قال عبد الله: قال أبي: إسحاق بن شرفي حدثنا عنه محمد بن فضيل، حدثنا إسحاق بن عبد الرحمن، وقال عبد الواحد بن زياد: إسحاق بن شرفي

أعْطى اللهُ سُبْحانَهُ وتعالَى نبيَّهُ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُميِّزاتٍ كَثيرةً، وتفضَّلَ عليه بأفْضالٍ عَظيمةٍ في الدُّنيا والآخِرةِ، وهذا الحَديثُ يُوضِّحُ جانِبًا من ذلِكَ؛ حيث يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ مِنبَري على حَوضي"، والمُرادُ: يُنقَلُ يَومَ القيامةِ، فيُنصَبُ على الحَوضِ، وقيلَ: المُرادُ به المِنبَرُ بعَينِهِ الَّذي قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليه هذه المقالةَ، وهو واقِفٌ فوقَهُ، وقيلَ: المُرادُ المِنبَرُ الَّذي يُوضَعُ له يومَ القِيامةِ، وقيلَ: مَعناهُ: أنَّ قَصْدَ مِنبَرِهِ والحُضورِ عِندَه لمُلازَمةِ الأعْمالِ الصَّالحةِ يُورِدُ صاحِبَهُ إلى الحَوضِ، ويَقتَضي شُربَه منه. "وإنَّ ما بيْنَ مِنبَري وبَيْتي لَرَوضةٌ من رِياضِ الجَنَّةِ"، فالبُقعةُ الَّتي تَقَعُ بيْنَ بيتِهِ ومِنبَرِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لها شَرَفٌ عَظيمٌ؛ فإنَّ ذلِكَ المَوضِعَ بعَينِهِ رَوْضةٌ مِن رياضِ الجنَّةِ حَقيقةً، بمَعْنى أنَّه قِطْعةٌ منها؛ كالحَجَرِ الأسوَدِ، والنِّيلِ، والفُراتِ، فتُنقَلُ إليها يَومَ القيامةِ، ويُؤيِّدُ هذا المَعْنى قَولُهُ: (مِنبَري على حَوْضي)، أي: ويَقَعُ مِنبَرُهُ الشَّريفُ على مَوضِعِ حَوضِهِ المَوْرودِ الَّذي يُكرِمُهُ اللهُ به يَومَ القيامةِ، والثَّاني: أنَّ العِبادةَ فيه تُؤدِّي إلى الجنَّةِ؛ ولذلِكَ سُمِّيَت أماكنُ الذِّكْرِ: رَوْضةً، "وصَلاةٌ في مَسجِدي كألْفِ صَلاةٍ فيما سِواهُ من المَساجِدِ، إلَّا المسجِدَ الحَرامَ: والمَعْنى أنَّ الصَّلاةَ الواحِدةَ في المَسجِدِ النَّبويِّ أفضَلُ في أجْرِها وثَوابِها من ألْفِ صَلاةٍ في أيِّ مَسجِدٍ آخَرَ إلَّا المَسجِدَ الحَرامَ، فإنَّ صَلاةً في المَسجِدِ الحَرامِ أفضَلُ من مِئةِ ألْفِ صَلاةٍ فيما سِواهُ.
في الحَديثِ: فَضلُ الرَّوضةِ المُشرَّفةِ على سِواها مِن بِقاعِ الأرضِ.
وفيه: بَيانُ فَضلِ المَسجِدِ النَّبويِّ، وفَضلِ الصَّلاةِ فيه .