مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه553
مسند احمد
حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن أفلح الأنصاري، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حب الأنصار إيمان، وبغضهم نفاق " (2)
للأنصارِ مَناقبُ عَظيمةٌ وشرَفٌ كبيرٌ، وقدْ أشارَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى فَضلِ الأنصارِ في أكثرَ مِن حَديثٍ.
وفي هذا الحَديثِ بَيانٌ لبعضِ فَضائلِهم؛ فقدْ حثَّ فيه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على حُبِّ الأنصارِ، والمرادُ بهم: أهلُ المدينةِ وسُكَّانُها قبْلَ أنْ يُهاجِرَ إليها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخْبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ عَلامةَ كَمالِ إيمانِ الإنسانِ حبُّ الأنصارِ؛ لِمَا كان مِن حُسنِ وَفائِهم بما عاهَدوا اللهَ سُبحانه وتعالَى عليه؛ مِن إيواءِ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونَصرِه على أعدائِه زمَنَ الضَّعفِ والعُسرةِ، وحُسنِ جِوارِه، ورُسوخِ صَداقتِهم، وخُلوصِ مَودَّتِهم؛ فالأنصارُ نصَروا اللهَ ورَسولَه؛ فمَحبَّتُهم مِن تَمامِ حُبِّ اللهِ ورَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمَحبَّةُ المسلمِ للأنصارِ مِن دَلائلِ صِحَّةِ إيمانِه، وصِدْقِه في إسلامِه، ومَن أبْغضَهم استُدِلَّ ببُغضِه لهم على نِفاقِه وفَسادِ سَريرتِه.
وفي الحديثِ: دَلالةٌ على التَّرغيبِ في حُبِّ أولياءِ الرَّحمنِ، والاعترافِ بفضلِهم، والتَّحذيرِ مِن بُغضِهم ومُعاداتِهم؛ فمَحبَّةُ أولياءِ اللهِ وأحبابِه مِن الإيمانِ.