حدثنا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنه كان جالسا مع مروان فمرت جنازة، فمر به أبو سعيد فقال: قم أيها الأمير فقد علم هذا " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تبع جنازة لم يجلس حتى توضع " (1)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُحرِّضُ أصْحابَه على مُخالفَةِ أهْلِ الكِتابِ ويأمُرُ بذلك. وفي هذا الحديثِ يقولُ عُبادَةُ بنُ الصَّامتِ رَضِي اللهُ عَنه: "كان يقومُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الجِنازَةِ"، أي: مِن فِعْلِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنْ يقِفَ للميِّتِ وهو في نعْشِه، "حتَّى توضَعَ في اللَّحْدِ"، أي: تُدفَنَ و"اللَّحْدُ": مِقدارُ ما يُحفَرُ للميِّتِ في القبْرِ ليُدفَنَ فيه، ويكونُ في وسَطِ القبْرِ، "فمَرَّ به حَبْرٌ"، أي: فمَرَّ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عالِمٌ مِن عُلَماءِ اليَهودِ، فقال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "هكذا نفعَلُ"، أي: في جِنازاتِنا ونقِفُ لها، "فجلَسَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وقال: اجلِسُوا؛ خالِفُوهم"، أي: فجلَس النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ مُخالفَةً لفعْلِ اليَهودِ مِن الوقوفِ للجِنازَةِ، وأمَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أصْحابَه بالجلُوسِ مثلَه؛ مُخالفَةً لهم.