مسند أبي هريرة رضي الله عنه 243
مسند احمد
حدثنا سفيان، عن أيوب، عن محمد [ص:331]، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «سجدهما بعد التسليم»
مِن رَحمةِ اللهِ بعبادِه المؤمِنينَ أنْ شَرَعَ لهم أمورًا تَجبُرُ عِباداتِهم؛ حتَّى تكونَ كامِلةً وخاليةً مِنَ النَّقصِ، ومِن ذلك سُجودُ السَّهوِ للصَّلاةِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إذا صلَّى أحدُكم فلمْ يَدْرِ" يعني: شَكَّ في صَلاتِه وتردَّدَ -وقد يكونُ ذلك مِن وَسوَسَةِ الشَّيطانِ للمُصلِّينَ حتى يُنسِيَهم كم صَلَّوْا- فلم يَعرِفْ "أثَلاثًا صلَّى أم أربَعًا، فلْيَنظُرْ أحْرى ذلك إلى الصَّوابِ فلْيُتِمَّه"، أي: لِيَتَحرَّى ما يَغلِبُ على ظَنِّه؛ لِيَخرُجَ به عن الشَّكِّ، فإنْ وَجَدَ فلْيَبْنِ عليه، وإلَّا فلْيَبْنِ على الأقَلِّ كما جاءَ في الرِّواياتِ، "ثم لِيُسلِّمْ، ثم لِيَسجُدْ سَجدَتَيِ السَّهوِ، ويَتَشهَّدْ ويُسلِّمْ"، يعني: يَسجُد سَجدَتَيِ السَّهوِ فيهما بعدَ السَّلامِ؛ وذلك لأنَّه بَنى على التَّحرِّي، وهو أنْ يَكونَ قَلبُ المُصلِّي إلى أحَدِ العَدَدينِ أميَلَ، بخِلافِ لو بَنى على الأقَلِّ؛ فإنَّه يَسجُدُ قَبلَ السَّلامِ كما جاءَ عندَ مُسلِمٍ من حَديثِ أبي سَعيدٍ الخُدريِّ: "ولْيَبْنِ على ما استَيقَنَ، ثم يَسجُدُ سَجدَتينِ قَبلَ أنْ يُسلِّمَ"
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ سَجدَتَيِ السَّهوِ تَجبُرانِ الصَّلاةَ في حالَةِ الشَّكِّ والنِّسيانِ