مسند أبي هريرة رضي الله عنه 288
مسند احمد
حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله ملائكة سيارة فضلا، يبتغون مجالس الذكر» فذكر الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلا يبتغون مجالس الذكر ) أما السيارة فمعناه سياحون في الأرض ، وأما ( فضلا ) فضبطوه على أوجه
أحدها : وهو أرجحها وأشهرها في بلادنا ( فضلا ) بضم الفاء والضاد
والثانية : بضم الفاء وإسكان الضاد ، ورجحها بعضهم ، وادعى أنها أكثر وأصوب
والثالثة : بفتح الفاء وإسكان الضاد . قال القاضي : هكذا الرواية عند جمهور شيوخنا في البخاري ومسلم ، والرابعة ( فضل ) بضم الفاء والضاد ورفع اللام على أنه خبر مبتدأ محذوف ، والخامسة ( فضلاء ) بالمد جمع فاضل . قال العلماء : معناه على جميع الروايات : أنهم ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق ، فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم ، إنما مقصودهم حلق الذكر ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( يبتغون فضبطوه على وجهين
أحدهما : بالعين المهملة من التتبع وهو البحث عن الشيء والتفتيش
والثاني : ( يبتغون ) بالغين المعجمة من الابتغاء ، وهو الطلب وكلاهما صحيح