مسند أبي هريرة رضي الله عنه 392

مسند احمد

مسند أبي هريرة رضي الله عنه 392

حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، والأكلة والأكلتان» قالوا: فمن المسكين يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يجد غنى، ولا يعلم الناس بحاجته فيتصدق عليه» [ص:504] قال الزهري: «وذلك هو المحروم»

العِفَّةُ عن سُؤالِ النَّاسِ ممَّا حثَّتْ عليه الشريعةُ المطهَّرةُ، والعِفَّةُ لا تَعني عدَمَ الاحتياجِ، ولا عدمَ الأحقيَّةِ بالعطاءِ، ولكِنْ كلَّما زادتِ الصِّلاتُ في المجتمعِ عُلِمَت حاجاتُ المساكينِ ونحوِهم
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صِفةَ المسكينِ، فيقولُ: "ليس المسكينُ"، ليس معنى المذكورِ في القُرآنِ ممَّن له حقُّ أداءِ الزَّكاةِ؛ الرَّجلَ "الَّذي يَسيرُ في الطَّريقِ يَسألُ النَّاسَ فتَرُدُّه التَّمرةُ والتَّمرتانِ، والأُكْلةُ والأُكلَتانِ- وإنْ كان ذلك فيه صِفةُ المَسْكنةِ أيضًا إن كان مُحتاجًا- "ولكِنَّ المسكينَ" على الحَقيقةِ- أو الأدقِّ- الَّذي "لا يَسألُ النَّاسَ شيئًا ولا يَفْطُنون به فيُعطُونه"؛ فهو لا يَسأَلُهم رغمَ حاجتِه؛ تعفُّفًا عن السُّؤالِ، فلا يَعلَمُ أحدٌ بشأنِ حاجتِه
وفي حديثٍ آخرَ، أو مِن قولِ أحدِ الرُّواةِ: "ولكنَّ المسكينَ الْمُتعفِّفُ"، أي: المسكينُ الحقيقيُّ هو المُتعفِّفُ رُغمَ أنَّه ليس له ما يَستَغني به الَّذي لا يَسأَلُ ولا يَعلَمُ بحاجتهِ، فيتَصدَّقَ عليه؛ فذاك المحرومُ، كما في قولِه اللهِ تعالى: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات: 19]
وفي رِوايةٍ زاد: "ليسَ له ما يَستغنِي به الَّذي لا يَسألُ ولا يُعلَمُ بحاجتِه؛ فيُتصدَّق عليه؛ فذاك المحرومُ"
وفي الحَديثِ: الحثُّ على البَحثِ عن المحتاجينَ ومُساعدتِهم