مسند أبي هريرة رضي الله عنه 612
مسند احمد
حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، وأتوب إليه»
مِن لُطفِ اللهِ عزَّ وجلَّ بعِبادِه أنْ يَسَّرَ لهمْ أبوابَ التَّوبةِ، والاستغفارَ
وفي هذا الحديثِ يُقسِمُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -وهو الصَّادقُ المصْدوقُ- أنَّه يَتُوبُ إلى اللهِ تعالَى ويَستغفِرُه في اليومِ أكثرَ مِن سَبعينَ مرَّةً، مع أنَّه المعصومُ مِن ربِّ العالَمِين؛ وذلك تَشريعًا وتَعليمًا لأُمَّتِه صَلواتُ ربِّي وسَلامُه عليه، وطَلَبًا لفضْلِ اللهِ تعالَى وكَرَمِه. والقَسَمُ لتَأكيدِ الخَبَرِ، وإنْ لم يكُنْ عندَ السَّامِعِ فيه شكٌّ
وجاء عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -كما في صَحيحِ مُسلِمٍ-: «يا أيُّها النَّاسُ، تُوبُوا إلى اللهِ واستَغْفِروه؛ فإنِّي أَتوبُ في اليومِ مِائَةَ مَرَّةٍ»، فالعددُ: المرادُ مِنه الإشارةُ للكثرةِ وليس المرادُ الحَصرَ فيه، واللهُ أعلَمُ، وظاهرُ الكَلامِ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَطلُبُ المَغفرةَ ويَعزِمُ على التَّوْبةِ، بأيِّ صِيغةٍ كانت، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ المرادُ قولَ هذا اللَّفظِ بعَينِه: «أسْتَغفِرُ اللهَ وأتوبُ إليه»