مسند أبي هريرة رضي الله عنه 644

مسند احمد

مسند أبي هريرة رضي الله عنه 644

حدثنا محمد بن بكر، حدثنا ابن جريج، أخبرني ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم»

مَظاهِرُ السَّماحةِ والسُّهولةِ في الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ كَثيرةٌ، ومِن ذلكَ التَّيسيرِ أنْ جَعَلَ لكلِّ صَلاةٍ وَقتًا مُمتدًّا تُصلَّى فيه؛ دَفعًا لِلحَرَجِ والمَشَقَّةِ

وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فأرادَ المُؤذِّنُ أنْ يُؤذِّنَ لِلظُّهرِ، فأمَرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُؤَخِّرَ الأذان حتى يَبرُدَ الجَوُّ وتَنزِلَ حَرارَتُه، فجَلَسَ، ثم أرادَ أنْ يُؤذِّنَ بَعدَ مُدَّةٍ، فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبْرِدْ. حتى رأوْا فَيْءَ التُّلولِ، أي: ظَهَرَ ظِلُّ التِّلالِ العاليةِ؛ نَتيجةً لِلتَّأخيرِ، ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ -أيْ: مِن حَرِّها وفَوَرانِها-، فإذا اشتَدَّ الحَرُّ فأبْرِدوا بالصَّلاةِ. والإبرادُ بالظُّهرِ هو تَأخيرُ الخُروجِ إلى صَلاتِها حتى يَبرُدَ الجَوُّ وتَنكَسِرَ حَرارةُ الشَّمسِ التي تَكونُ في بِدايةِ وَقتِ الظَّهيرةِ