مسند أبي هريرة رضي الله عنه 758
مسند احمد
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد، قال [ص:348]: سمعت أبا هريرة، يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده، لأذودن رجالا منكم عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل عن الحوض»
الحلِفُ والأيمانُ فيها تَعظيمٌ للمحلوفِ به؛ ولهذا وجَبَ أنْ يكونَ حلِفُنا باللهِ أو بأسمائِه وصِفاتِه؛ حتَّى لا نقَعَ في الشِّركِ الأصغرِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ رِفاعةُ الجُهَنِيُّ رضِيَ اللهُ عنه: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا حلَفَ"، أي: أراد أنْ يحلِفَ، "قال: والَّذي نفْسُ محمَّدٍ بيدِه"، أي: يُقسِمُ باللهِ سُبحانَه وتعالى؛ فنُفوسُ العِبادِ بيدِه عزَّ وجلَّ، وأتى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باسْمِه "محمَّدٍ" العلَمِ؛ لأنَّ المَقامَ مقامُ التَّواضعِ وهضمِ حَظِّ النَّفْسِ، ولأنَّه أدلُّ على إرادةِ المُتكلِّمِ، بخِلافِ لفظِ "رسولِ اللهِ" ونحوِه