حدثنا أنس بن عياض، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام يوما في سبيل الله، زحزح الله وجهه عن النار بذلك سبعين خريفا»
أمَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ بالصِّيامِ، ووَعَدَ عليه بالثَّوابِ الجَزيلِ، سواءٌ أكانَ صِيامَ فَرضٍ أو صِيامَ نافِلةٍ
وفي هذا الحَديثِ بَيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَضْلَ صَومِ التَّطوُّعِ، والصِّيامُ هو: الإمساكُ بنيَّةِ التَّعبُّدِ عنِ الأكلِ والشُّربِ، وسائِرِ المُفطِراتِ، ومُجامَعةِ النِّساءِ، مِن طُلوعِ الفَجرِ إلى غُروبِ الشَّمسِ. وقَولُه: «في سَبيلِ اللهِ» أيْ: في أثناءِ الجِهادِ، إلَّا أنْ يَخشَى الصائِمُ ضَعفًا عِندَ لِقاءِ العَدُوِّ، فالفِطرُ له أَوْلى؛ لِيَقوَى على القِتالِ، وقيلَ: أرادَ بسَبيلِ اللهِ: إخلاصَه للهِ عزَّ وجلَّ، وإنْ لم يَكُنْ في أثناءِ الجِهادِ، فذَكَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وَعَدَ مَن يَفعَلُ ذلك بأنْ يُباعِدَ بيْنه وبيْنَ النَّارِ سَبعينَ خَريفًا، أي: سَبعينَ سَنةً؛ لأنَّه كُلَّما مَرَّ خَريفٌ انقَضَت سَنةٌ، وهذا يدُلُّ على بُعدِ النَّارِ عنِ المُجاهِدِ الصَّائِمِ، أوِ الصائِمِ المُحتَسِبِ للهِ عَزَّ وجَلَّ
وفي الحَديثِ: الحَثُّ والتَّرغيبُ على صيامِ التَّطوُّعِ