مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1018
مسند احمد
حدثنا يزيد، أخبرنا حميد، عن أنس قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يليه المهاجرون والأنصار في الصلاة ليأخذوا عنه "
الصَّلاةُ فريضةٌ عَظيمةٌ ورُكنٌ من أركانِ الدِّينِ، بَيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صِفتَها وأحكامَها، وعَلَّمها للصَّحابةِ وقال: صَلُّوا كما رَأيتُموني أُصَلِّي، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحِبُّ أن يَليَه، أي: يَكونَ خَلفَه قَريبًا مِنه في الصَّلاةِ، أي: في الصُّفوفِ الأولى، المُهاجِرونَ والأنصارُ؛ ليَحفَظوا عنه، أي: ليَحفَظوا عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحكامَ الصَّلاةِ مِنَ الأفعالِ والأقوالِ، فيَتَعَلَّموها ويُعَلِّموها لمَن بَعدَهم.
فكُلَّما قَرُبَ الرَّجُلُ مِنَ الإمامِ كان أكثَرَ مُشاهَدةً لأحوالِ إمامِه، بخِلافِ مَن يَكونُ بَعيدًا عنه؛ فإنَّه لا يُشاهِدُ مِنه ما يُشاهِدُه مَن يَليه.
والمَعنى: أنَّه كان يُحِبُّ أن يَكونَ أهلُ الصَّفِّ الأوَّلِ والقَريبونَ مِنه كِبارَ النَّاسِ وعُلَماءَهمُ الذينَ يَعتَنونَ بأفعالِه لا صِغارَهم وأعرابَهم.
وفي الحَديثِ أنَّه يَنبَغي أن يَليَ الإمامَ في الصَّلاةِ أهلُ الفَضلِ.
وفيه فَضلُ المُهاجِرينَ والأنصارِ.