مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه129
مسند احمد
حدثنا سفيان، عن الزهري، سمعه من أنس قال: سقط النبي صلى الله عليه وسلم من فرس، فجحش شقه الأيمن، فدخلنا عليه نعوده فحضرت الصلاة، فصلى قاعدا، وصلينا قعودا، فلما قضى الصلاة قال: " إنما الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا " - وقال سفيان مرة: - " فإذا سجد فاسجدوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون (1)
علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أحكامَ صَلاةَ الجَماعةِ وآدابَها، ومن ذلك مُتابَعةُ المأموم لإمامِه، والاقتداءُ به، والإنصاتُ إليه في القِراءةِ، مع الحِفاظِ على الخُشوعِ وانتظامِ الصفوفِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّما جُعِلَ الإمامُ لِيُؤتَمَّ به"، أي: يُقْتدى به في أفعالِه وحَركاتِه، "فإذا كبَّرَ فكَبِّروا"، أي: اتْبَعُوا الإمامَ في التَّكبيرِ ولا تسبِقوه به، "وإذا قرَأَ فأنْصِتوا"، أي: وإذا قرَأَ جَهْرًا فأَنصِتوا واستَمِعوا لِقراءتِه، "وإذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، فقولوا: آمينَ"، أي: يَقولُ المأمومُون إذا انْتَهى الإمامُ مِن الفاتحةِ: آمينَ، ومعنى (آمينَ): اللَّهُمَّ استجِبْ، "وإذا ركَعَ فارْكَعوا، وإذا قال: سمِعَ اللهُ لمَن حمِدَه"، أي: بعدَ الرَّفعِ مِن الرُّكوعِ، "فقولوا: اللَّهُمَّ ربَّنا ولك الحمْدُ، وإذا سجَدَ فاسْجُدوا، وإذا صلَّى جالسًا، فصَلُّوا جُلوسًا"، أي: إذا صلَّى الإمامُ جالسًا يُصلِّي المأمومُون خلْفَه جلوسًا لا قائمينَ.
وفي الحديثِ: تَنظيمُ الشَّرعِ لصَلاةِ الجَماعةِ بما يَحفظُ خُشوعَها ونِظامَها..