مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1439
مسند احمد
حدثنا مؤمل، حدثنا حماد، حدثنا ثابت، عن أنس، قال: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي، فبسط يديه وجعل (2) ظاهرهما مما يلي السماء "
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كثيرًا ما يَدعو اللهَ تَعالى إذا نزَلَ به كَرْبٌ أو شِدَّةٌ؛ فرحْمةُ اللهِ تَعالى بعِبادِه واسِعةٌ؛ فإليه يَلجَؤون؛ ليُفرِّجَ عَنهم كُرُباتِهم، ويُزيلَ شَدائِدَهم.
وفي هذا الحديثِ"أنَّه رأَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَستسْقِي عندَ أحْجارِ الزَّيتِ"، وهو مَكانٌ يقَعُ بالمدينَةِ مِن الحَرَّةِ، وسبَبُ تَسميَتِه بذلك أنَّ أحْجارَها كانت سَوداءَ كأنَّها مطلِيَّةٌ بالزَّيتِ، وهذا المكانُ قريبٌ مِن الزَّوْراءِ، وكان حالُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّه ظلَّ "قائمًا" في صَلاتِه "يَدعو يَستسْقِي، رافِعًا يدَيْهِ قِبَلَ وجْهِهِ"، يَعني: تُجاهَ وجْهِهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "لا يُجاوِزُ بهما رأْسَه"، ومعناه: أنَّه لا يَرْفَعُهما فوْقَ رأْسِه.
وقد ورَد أنَّه صلَّى رَكعتَينِ كما يُصلِّي في العِيدِ، يعني: في هيْئةِ صَلاةِ العِيدِ؛ من حيثُ عدَدُ الرَّكَعاتِ، والجهْرُ بالقِراءةِ، وكان يَجْهَرُ بالقِراءةِ في الاستِسْقاءِ، ويُصلِّي قَبْلَ الخُطبَةِ، ويُكبِّرُ في الاستِسْقاءِ سَبعًا وخَمسًا، ويُحوِّلُ رِداءَه؛ فيَجعَلُ ما باليَمينِ على الشِّمالِ، والعَكْسَ.
وفي الحديثِ: بيانُ رفْعِ اليدَينِ في دُعاءِ الاستِسْقاءِ.