‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1614

مسند احمد

‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1614

حدثنا أبو نعيم، حدثنا يونس، قال: حدثني بريد بن أبي مريم قال: قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما سأل رجل مسلم الجنة ثلاث مرات قط إلا قالت الجنة اللهم أدخله الجنة، ولا استجار من النار إلا قالت النار اللهم أجره " (1)

 حثَّ الشَّرعُ الحَنيفُ على طلَبِ الجنَّةِ والعمَلِ مِن أجلِ دُخولِها والفَوزِ بنَعيمِها، وبيَّنَ أنَّ ذلك لا يَكونُ إلَّا بالتَّشميرِ والاجتِهادِ في أعمالِ الطَّاعاتِ، وسُؤالِ اللهِ والطَّلَبِ منه الفَوْزَ بها.

وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "مَن سألَ اللهَ الجنَّةَ ثلاثَ مرَّاتٍ"، أي: مَن دَعا اللهَ طالِبًا الجنَّةَ مُلِحًّا في طلَبِه هذا، "قالَتِ الجنَّةُ: اللَّهمَّ أدخِلْه الجنَّةَ"، أيِ: اللَّهمَّ استَجِبْ له وأجِبْ دُعاءَه وأدخِلْه الجنَّةَ، "ومَن استَجارَ مِنَ النَّارِ ثلاثَ مرَّاتٍ"، أي: ومَن استَعاذَ باللهِ ودَعا اللهَ سائِلًا، وكرَّرَ الدُّعاءَ ثَلاثَ مرَّاتٍ أن يُنجِّيَه مِنَ النَّارِ، "قالَتِ النَّارُ"، أيْ: تكَلَّمَتِ النَّارُ بعدَما سَمِعَت العبدَ يَدْعو اللهَ أن يُنجِّيَه منها: "اللَّهمَّ أجِرْه مِنَ النَّارِ"، أيِ: اللَّهمَّ استَجِبْ له وأجِبْ دُعاءَه وأنجِهِ مِن النَّارِ وأعِذْه مِنْها. ...

وفي الحديثِ: الحَثُّ على سُؤالِ اللهِ الجنَّةَ والاستعاذةِ به مِنَ النَّارِ. ... 

وفيه: بَيانُ تَكلُّمِ الجنَّةِ والنَّارِ ودُعائِهما للمُسلِمِ باستِجابَةِ دُعائِه.