مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه332
مسند احمد
حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن أنس (1) ، عن عبد الحميد بن المنذر بن جارود، عن أنس بن مالك قال: صنع بعض عمومتي طعاما، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أحب أن تأكل في بيتي، وتصلي فيه قال: " فأتى وفي البيت فحل من تلك الفحول قال: فأمر بناحية منه، فكنس ورش وصلى وصلينا "
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَسَنَ العِشرةِ لِأصحابِه، يَتزاوَرُ معهم ويُجيبُ دَعوَتَهم. وفي هذا الحَديثِ يَقولُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه: "صَنَعَ بَعضُ عُمومَتي لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَعامًا" وهمُ الأقارِبُ مِن جِهةِ الأبِ، وظاهِرُه أنَّه وَجَّهَ دَعوةً لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي أُحِبُّ أنْ تَأكُلَ في بَيتي، وتُصلِّيَ فيه"، أرادَ بهذا الطَّعامِ أنْ يَتبَرَّكَ بحُضورِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بَيتِه وأكْلِ طَعامِه والصَّلاةِ فيه، قالَ أنَسٌ رَضيَ اللهُ عنه: "فأتاه" مُلَبِّيًا دَعوَتَه "وفي البَيتِ فَحلٌ مِن تلك الفُحولِ" وهو الحَصيرُ المُتَّخَذُ مِن سَعفٍ وجَريدِ ذَكَرِ النَّخْلِ، "فأمَرَ بجانِبٍ منه" يُحتَمَلُ في الضَّميرِ أنَّه يَعودُ على البَيتِ، ويُحتَمَلُ على الحَصيرِ، "فكُنِسَ ورُشَّ" بالماءِ، والمُرادُ: تَمَّ إنقاؤُه وتَنظيفُه، وتَهيئَتُه لِلصَّلاةِ عليه "فصَلَّى وصَلَّيْنا معه"، فصَلَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهم إمامًا؛ نُزولًا على رَغبةِ الدَّاعي، وهذا مِن تَواضُعِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحَديثِ: مَشروعيَّةُ اتِّخاذِ الطَّعامِ لِأُولي الفَضلِ؛ لِيَستَفيدَ مِن عِلْمِهم.
وفيه: مَشروعيةُ الصَّلاةِ على الحَصيرِ مِن غَيرِ كَراهةٍ.