مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه385
مسند احمد
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن إسماعيل السدي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: " انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة عن يمينه "
لقد نقَلَ الصَّحابةُ الكِرامُ هدْيَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كُلِّ شَيءٍ؛ في الأقوالِ والأفعالِ والأحوالِ، ومن ذلك هدْيُه في الانصرافِ من الصَّلاةِ بعدَ الانتهاءِ منها.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ هُلْبٌ الطَّائيُّ رضِيَ اللهُ عنه: "كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَؤُمُّنا"، أي: في صَلاةِ الجَماعةِ، "فينصرِفُ على جانبيْه جميعًا؛ على يمينِه، وعلى شمالِه"، أي: ينصرِفُ بعدَ قضاءِ الصَّلاةِ والانتهاءِ منها على أيِّ ناحيةٍ؛ جِهةِ اليمينِ، أو جِهةِ الشِّمالِ، دونَ تخصيصِ ناحيةٍ مُعيَّنةٍ للانصرافِ والمشيِ في كلِّ مرَّةٍ، بل قد اختلَفَ فِعْلُه؛ ففعَلَ هذا حينًا، وفعَلَ ذلك حينًا آخرَ.
فيَنصرفُ المصلِّي إلى جِهةِ حاجتِه؛ فإذا كانت له حاجةٌ جِهةَ اليسارِ، انصرَفَ جِهتَها، وإنْ كانت حاجتُه جِهةَ اليمينِ، انصرَفَ إليها، وإذا استوتِ الجِهتانِ فاليمينُ أفضَلُ؛ لعُمومِ الأحاديثِ المُصرِّحةِ بفَضْلِ التَّيامُنِ.