مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه53
مسند احمد
حدثنا محمد بن فضيل، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الكوثر نهر في الجنة وعدنيه ربي عز وجل "
وفي هذا الحديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "الكوثرُ نهْرٌ في الجنَّةِ" وهو المذكورُ في سُورةِ الكوثرِ، وسُمِّيَ بالكوثرِ؛ لكثرةِ مائِه وآنيتِه، وعِظَمِ بَركتِه وخيرِه وقدْرِه، وهو النَّهرُ الَّذي يصُبُّ في الحَوضِ الَّذي يَسْقِي منه أُمَّتَه يَومَ القِيامةِ، كما عندَ مُسلمٍ، ثمَّ وصَفَه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: "حافَتاهُ مِن ذَهبٍ"، أي: ضِفَّتاه من الجانبَينِ مِن الذَّهبِ، "ومَجراهُ على الدُّرِّ والياقوتِ"، أي: جَريانُ مائِه عليهما، وهي أحجارٌ كريمةٌ ونَفيسةٌ، ولكنَّها لا تُشبِهُ دُرَّ الدُّنيا وياقوتَها، "تُربَتُه أطيبُ من المِسْكِ"، أي: تُرابُه أطيبُ رائحةً من المِسْكِ، "وماؤُه أحلى من العسَلِ"، أي: في طعْمِه وحَلاوتِه، "وأبيضُ من الثَّلْجِ"، أي: في صَفائِه، فهو نهرٌ كامِلُ اللَّونِ والطَّعمِ والرَّائحةِ، والمجْرى والجوانبِ، وهذا من الخيرِ الكثيرِ الَّذي جمَعَه اللهُ تعالى لنَبِيِّه.
وفي الحديثِ: بيانُ عِظَمِ نَهرِ الكوثرِ وعَظيمِ كرامةِ اللهِ لنَبيِّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.