مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه686
حدثنا أبو معاوية، حدثنا عاصم الأحول عن أنس قال: (1) سألته عن القنوت أقبل الركوع أو بعد الركوع؟ فقال: قبل الركوع، قال: قلت: فإنهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركوع، فقال: كذبوا " إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو على ناس قتلوا ناسا من أصحابه يقال لهم القراء " (2)
الصَّلاةُ عِبادةٌ توقيفيَّةٌ، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كلَّ أفعالِها وآدابِها، وما يتَعلَّقُ بذلك، ومِن ذلك: الدُّعاءُ والقُنوتُ في الصَّلاةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "قَنَتَ بعْضُ أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، وفي رِوايةِ ابْنِ ماجَهْ: "سُئِلَ عنِ القُنوتِ في صَلاةِ الصُّبحِ"، والقُنوتُ هو الدُّعاءُ للهِ سُبْحانهُ، "قبلَ الرُّكوعِ وبعضْهُم بعدَ الرُّكوعِ"، أي: أنَّ الأمرَ واسعٌ ومُباحٌ لمجيءِ السُّنَّةِ الصَّحيحةِ بهما؛ فإنَّهم كانوا يَدْعون قبلَ الرُّكوعِ أو بعدَه، والمعنى مَحْمولٌ على القُنوتِ في الصُّبحِ وقْتَ النَّازلةِ، والمَشْهورُ أنَّ أكْثرَ ما كان يَقنُتُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدَ الرُّكوعِ؛ فهو أكثرُ وأقيسُ .