مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 1012
مسند احمد
حدثنا سليمان بن داود، حدثنا عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: «كان في الكعبة صور فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أن يمحوها، فبل عمر ثوبا ومحاها به، فدخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما فيها منها شيء»
حَرَصَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على تَطهيرِ الكَعبةِ مِنَ الشِّركِ، وأفعالِه، وجَميعِ المَنهيَّاتِ، حتى تَعودَ كهَيئَتِها الأصليَّةِ مَكانًا لِعِبادةِ اللهِ وَحدَه
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ جابِرُ بنُ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما: "كانَ في الكَعبةِ صُورٌ" مَرسومةٌ على جُدرانِها الدَّاخليَّةِ، ومنها صُورةٌ كانَتْ لِخَليلِ اللهِ إبراهيمَ، وهو يَستَقسِمُ بالأزلامِ بزَعمِهم، "فأمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ أنْ يَمحُوَها" يُزيلَ هَيئَتَها مِن فَوقِ الجُدرانِ؛ لِيُطَهِّرَ الكَعبةَ منها، وكانَ ذلك بَعدَ فَتحِ مَكةَ في السَّنةِ الثَّامِنةِ مِنَ الهِجرةِ، "فبَلَّ عُمَرُ ثَوبًا" بالماءِ "ومَحاها به"، طَمَسَ مَعالِمَها ومَسَحَها، وعِندَ ابنِ أبي شَيبةَ مِن حَديثِ جابِرٍ "ثم دَعا رَسولُ اللهِ بزَعفَرانٍ، فلَطَّخَه بتلك التَّماثيلِ" فكَأنَّه لَطَّخَ به ما صَعُبَ مَحوُه مِن صُوَرٍ "فدَخَلَها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما فيها منها شَيءٌ" فدَخَلَها بَعدَ أنْ طَهُرتْ مِمَّا كانَ فيها مِنَ الصُّورِ والتَّماثيلِ، ثم صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَكعَتَيْنِ في جَوفِ الكَعبةِ، وأخَذَ يَتحَرَّكُ في أركانِها وهو يُكَبِّرُ اللهَ ويُسَبِّحُه ويَحمَدُه، ثم خَرَجَ، كما جاءَ في الرِّواياتِ
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن تَعظيمِ الصُّوَرِ واتِّخاذِها في المُقَدَّساتِ