مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 29
مسند احمد
حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، وروح، حدثنا ابن جريج، أخبرنا أبو الزبير، أنه: سمع جابر بن عبد الله، يقول: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب، يستند إلى جذع نخلة من سواري المسجد، فلما صنع له منبره، استوى عليه، اضطربت تلك السارية كحنين الناقة، حتى سمعها أهل المسجد، حتى نزل إليها فاعتنقها، فسكنت» ، وقال روح: فسكنت، وقال ابن بكر: فاضطربت تلك السارية، وقال روح: اضطربت كحنين
هذا الحَديثُ يَشتمِلُ على عَلامةٍ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ مِن إحساسِ الجَماداتِ به، ومَعرفتِها له، وفيه يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه كان يُوجَدُ في المسجِدِ النَّبويِّ جِذْعٌ، وهو أصلُ نَخْلةٍ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أراد أنْ يَخطُبَ اعتمَدَ على هذا الجِذعِ؛ لِيَراه النَّاسُ كلُّهم.فلَمَّا وُضِع له المِنْبرُ حَزِنَ الجِذعُ، فخلَقَ اللهُ في الجِذعِ حَياةً كحَياةِ الحيوانِ، فسُمِعَ منه كصَوتِ العِشارِ، وهي النَّاقةُ الحاملُ الَّتي مرَّ على حَمْلِها عَشَرةُ أشهُرٍ، فحَنَّ الجِذعُ لفِراقِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يكُفَّ حتَّى نزَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ووضَعَ عليه يَدَه
وفي الحديثِ: أنَّ الخُطبةَ تكونُ على المِنبرِ؛ لأنَّه أبلَغُ في الإعلامِ، وأعظَمُ في الوَقْعِ