مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 562
مسند احمد
حدثنا موسى، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: «غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ست مرار قبل صلاة الخوف، وكانت صلاة الخوف في السنة السابعة»
الصَّلاةُ أعظمُ أركانِ الإسلامِ العَمليَّةِ، وفي حالِ القِتالِ معَ الكفَّارِ يَصعُبُ على المسلِمِ أنْ يُصلِّيَ الصَّلاةَ التَّامَّةَ؛ ولذلك شرَعَ اللهُ تعالى في حالَةِ الحرْبِ صَلاةَ الخوْفِ؛ تَخفيفًا وتَيسِيرًا على المسلِمين
وفي هذا الحديثِ يَرْوي جابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ رضِيَ اللهُ عنهما: "غَزَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِتَّ مِرارٍ"، أي: حارَبَ سِتَّ مرَّاتٍ في أوَّلِ سَنواتِ الهِجْرةِ، "قبْلَ صَلاةِ الخوفِ"، أي: قبْلَ أنْ تُفرَضَ وتُشرَعَ، "وكانتْ صَلاةُ الخَوفِ في السَّنةِ السَّابعةِ" وصَلاةُ الخوفِ هي قصْرُ الصَّلاةِ في الحرْبِ؛ خَوفًا مِن هُجومِ العَدُوِّ، فتُصلَّى الصَّلاةُ الرُّباعيةُ رَكْعتينِ، وقد وَرَدَت هَيئاتٌ وكَيفيَّاتٌ عِدَّةٌ في أدائِها، ومُلَخَّصُها: أنْ يقومَ الإمامُ وطائفةٌ مِن أصحابِه للصَّلاةِ، وطائفةٌ أُخرى في مُواجَهةِ العَدُوِّ، فيَركَعَ الإمامُ ركعةً ويَسجُدَ بالذين معه، ثمَّ يقومَ، فإذا اسْتَوى قائمًا ثبَتَ قائمًا، وأتَمُّوا لِأنفُسِهم الرَّكعةَ الباقيةَ، ثمَّ يُسَلِّموا ويَنصَرِفوا، والإمامُ قائمٌ، فيَكونوا في مُقابَلتِه وحِذاءَهُ، ثمَّ يُقبِلَ الآخَرون الَّذين لم يُصَلُّوا، فيُكَبِّروا وراءَ الإمامِ، فيَركَعَ بهم ويَسجُدَ بهم، ثمَّ يُسلِّمَ، فيَقوموا فيَرْكعوا لِأنفُسِهم الرَّكعةَ الباقيةَ ثمَّ يُسلِّموا. وقد صلَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ الخوفِ في غَزواتٍ مُختلِفةٍ بأشكالٍ مُتباينةٍ، يَتحرَّى فيها ما هو الأحوَطُ للصَّلاةِ والأبلَغُ لِلْحراسةِ؛ فهي على اخْتِلافِ صُوَرِها مُتَّفقةُ المعنى