مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 873
مسند احمد
- حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: «إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب يوم الفتح، وهو بالبطحاء، أن يأتي الكعبة، فيمحو كل صورة فيها» ولم يدخل البيت حتى محيت كل صورة فيه
حرَصَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على تطْهيرِ الكعْبَةِ من الشِّرْكِ، وأفعالِهِ، وجميعِ المنهيَّاتِ حتَّى تَعودَ كهيْئتِها الأصليَّةِ مَكانًا لعِبادةِ اللهِ وحدَه
وفي هذا الحَديثِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أمَرَ عمرَ بنَ الخطَّابِ، "زمَنَ الفتْحِ"، أي: فتْحِ مكَّةَ، "وهو بالبَطْحاءِ"، والبطحاءُ مَكانٌ بمكَّةَ، ويسمَّى المَسيلَ أيضًا، "أنْ يأتِيَ الكعبَةَ فيَمْحو كلَّ صورةٍ فيها"، أي: كلَّ صورَةٍ مدْهونَةٍ أو مرْسومَةٍ في جِدارِها من الدَّاخِلِ أو مَخْروطَةٍ ومُجسَّمَةٍ؛ كالتَّماثِيلِ، "فلمْ يدْخُلْها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، حتَّى مُحيَتْ كلُّ صُورةٍ فيها"، أي: دخَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الكعبَةَ بعْد محْوِ الصُّوَرِ، وإخراجِ ما فيها من التَّماثيلِ؛ كما في حَديثٍ آخَرَ
وأمَّا ما ورَدَ أنَّه لمَّا دخَلَ الكعبَةَ فوجَدَ صورَةً، فجعَلَ يمْحُوها بالماءِ؛ فهذا لعلَّه من المتبَقِّي من آثارِها ممَّا خفِيَ على مَن ابتَدَأَ محْوَها؛ وهو عمَرُ رضِيَ اللهُ عنه بأمْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
وفي الحَديثِ: الأمرُ بمحوِ صُورِ ذواتِ الأرواحِ، وخُصوصًا ما كان سببًا للشَّركِ باللهِ تعالى