مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم 142
حدثنا ابن نمير، حدثنا موسى بن مسلم الطحان الصغير، قال: سمعت عكرمة، يرفع الحديث فيما أرى إلى ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ترك الحيات مخافة طلبهن، فليس منا، ما سالمناهن منذ حاربناهن "
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الفواسق الضارة من الهوام والحيوانات المؤذية، وأمر بقتل الحيات الضارة، ولا سيما تلك التي تسكن البيوت وتؤذي
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما سالمناهن منذ حاربناهن"، أي: ما سالمنا الحيات والثعابين وصالحناهم منذ أن وقعت بيننا وبينهم الحرب؛ فإن المحاربة والمعاداة بين الحية والإنسان جبلية، وقيل: إن المراد أنها قديمة منذ آدم عليه السلام. "ومن ترك شيئا منهن خيفة فليس منا"، وهذا حث على عدم الخوف من الحيات وعدم ترك قتلهن؛ لأنها مؤذية وقاتلة وسامة، فكأنها عدو فإن لم تقتلها قتلتك، وقوله: "فليس منا"، أي: فليس على صفة أمرنا والمقتدين بسنتنا
هذا مع مراعاة معاني بقية الروايات في هذا الأمر؛ حيث ورد النهي الأخير عن قتل حيات البيوت- وتسمى بالعوامر- إلا بعد استئذانها ثلاث مرات؛ فإذا خرجن من البيوت فلا سبيل عليها، ولكن إن أبت الخروج فيجب قتلها