مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 458
حدثنا حسين، وأحمد بن عبد الملك، قالا: حدثنا عبيد الله يعني ابن عمرو، عن عبد الكريم، عن ابن جبير، قال: أحمد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد - قال حسين كحواصل الحمام - لا يريحون رائحة الجنة "
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بكثير من أمور الغيب؛ تنبيها وعظة لها
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يكون"، أي: سيحدث هذا في المستقبل وسيوجد "قوم يخضبون"، أي: يغيرون لون شعرهم ولحاهم أو أحدهما، وذلك "في آخر الزمان"، أي: قبيل قيام الساعة بقليل، "بالسواد"، أي: باللون الأسود، "كحواصل الحمام"، أي: لون شعرهم أسود كصدور الحمام، فلونها أسود في الغالب، "لا يريحون رائحة الجنة"، أي: هؤلاء القوم، وقيل: هذا إخبار عن هؤلاء القوم وصفتهم؛ كما حدث مع الخوارج، والإخبار عنهم بحلق الرأس، فهنا كذلك أيضا
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بتغيير الشيب بالحناء والكتم- وهو له لون أصفر- ونهى عن نتفه، ونهى عن صبغ الشعر باللون الأسود؛ لأن فيه تغريرا وخداعا
وفي الحديث: معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بأمور في المستقبل ووقعت كما أخبر