مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 704

مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 704

حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا البراء بن عبد الله الغنوي، من أنفسهم قال: سمعت أبا نضرة، يحدث، قال: كان ابن عباس، على هذا المنبر يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ دبر كل صلاة من أربع، يقول: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، اللهم إني أعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم إني أعوذ بك من فتنة الأعور الكذاب " (2)

كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله بجوامع الكلم في كل الأوقات
وفي هذا الحديث يقول عبد الله بن العباس رضي الله عنهما: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ دبر كل صلاة" في آخر كل صلاة، وموضعه ما بين التشهد الأخير وقبل التسليم كما ثبت في الروايات، "من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر"، يدعو الله عز وجل أن يجنبه وينجيه من العذاب الذي يقع على الإنسان في القبر، ومن الأسباب التي تؤدي لذلك، "اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار"، وألتجئ إليكم أن تجيرني من الوقوع في عذاب النار، وفتنة النار بسؤال الخزنة على سبيل التوبيخ، "اللهم إني أعوذ بك من الفتن" جمع فتنة وهي الامتحان، وتستعمل في المكر والبلاء، وما ظهر منها هو ما يعرفه الناس، وما بطن منها هو ما خفي وغمضت معرفته على الناس، فيمكن الوقوع فيها بغير علم، "اللهم إني أعوذ بك من فتنة الأعور الكذاب"، وهو المسيح الدجال، فيستعيذ بالله من زمانه ومحنته التي يختبر بها الله عز وجل قلوب عباده
وهذه الاستعاذة هي في حقه صلى الله عليه وسلم تعبد لربه، ومن باب التعليم لأمته؛ لأنه معصوم من جميع أنواع العذاب والفتن؛ فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر