مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 788
حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا المسعودي، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فجاءت جاريتان حتى قامتا بين يديه، عند رأسه، فنحاهما، وأومأ بيديه (1) عن يمينه وعن يساره " (2)
فضل الله تعالى على أمة الإسلام عظيم، ومن ذلك كثرة من يدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب، ببركة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "سألت الله الشفاعة لأمتي" والشفاعة: هي سؤال الله عز وجل للغير أن يتجاوز له عن ذنوبه أو يخرجه من النار أو يدخله الجنة أو يرفع درجته فيها، فقال الله عز وجل: "لك سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب"، وقد جاء وصفهم في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين فقال: "هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون". قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قلت: رب زدني"، أي: فوق هذا العدد، وهذا من حرصه صلى الله عليه وسلم على زيادة الخير لأمته، "فحثا لي بيديه مرتين، وعن يمينه، وعن شماله"، أي: أخبره أنه سيزيده يوم القيامة من أمته بعدد ما يملأ غرفتين بيد الرحمن -ليس كمثله شيء-، ولا يعلم مقدارها إلا الله، وإنما عبر بالحثيات؛ لأن من شأن المعطي إذا استزيد أن يحثي بكفيه من غير حساب، وهذا في حق الله تعالى نؤمن به كما جاء دون تكييف أو تعطيل، ودون تحريف أو تمثيل
وفي الحديث: بيان فضل الله على هذه الأمة، مع بيان كرمه ورحمته سبحانه
وفيه: بيان مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى
وفيه: إثبات أن لله تعالى يدين على ما يليق بكماله وجلاله؛ ليس كمثله شيء