مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما 12
مسند احمد
حدثنا هشيم، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، حدثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن جبير، قال: كنت مع ابن عمر حيث «أفاض من عرفات، ثم أتى جمعا فصلى المغرب، والعشاء» فلما فرغ، قال: «فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذا المكان مثل ما فعلت» قال هشيم مرة: " فصلى بنا المغرب [ص:29]، ثم قال: الصلاة وصلى ركعتين، ثم قال: هكذا فعل بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المكان "
وفي هذا الحديثِ يروي عَبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه لمْ يَرَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلَّى صَلاتَين في غَيرِ وَقتِهما المُعتادِ، إلَّا المَغرِبَ والفجْرَ لَيلةَ العاشرِ مِن ذي الحِجَّةِ في المُزدلِفةِ؛ فقَدْ جَمَعَ بيْنَ المَغربِ والعِشاءِ جمْعَ تَأخيرٍ مع قصْرِ العِشاءِ بعْدَ النَّفيرِ مِن عَرَفاتٍ، وذلك بتَأخيرِ المغربِ إلى وَقتِ العِشاءِ؛ وذلك لأنَّ الناسَ لا يَأتون المُزدلِفةَ حتَّى يَدخُلَ وقْتُ العِشاءِ، وصلَّى الفَجرَ حينَ طُلوعِه مباشرةً وقبْلَ مِيقاتِه الذي اعتادَ أنْ يُصلِّيَه فيه، فالمرادُ أنَّه بالَغَ في التَّبكيرِ في ذلك اليومِ، حتَّى وإنْ لم يظْهَرْ لبَعضِ الناسِ؛ وذلك لِيتَّسِعَ الوقتُ لِما بيْن أيْدِيهم مِن أعمالِ يومِ النّْحْرِ مِن المَناسِكِ، وقيل: كان يُبكِّرُ مِن أجْلِ أنْ يَتَّسِعَ الوقتُ للذِّكرِ والدُّعاءِ؛ لأنَّ ما بيْن صَلاةِ الفجْرِ ودفْعِ الناسِ إلى مِنًى مَحلُّ ذِكرٍ ودُعاءٍ
وفي الحديثِ: مُبادَرةُ الحاجِّ بصَلاتي المغرِبِ والعِشاءِ جمعا أوَّلَ قُدومِه المُزدلِفةَ
وفيه: التَّبكيرُ بالفجْرِ في أوَّلِ وَقتِه صَبيحةَ يومِ النَّحرِ