‌‌مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما365

مسند احمد

‌‌مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما365

حدثنا محمد بن بكر، وعبد الرزاق، قالا: أخبرنا ابن جريج، أخبرني سليمان الأحول، أن ثابتا، مولى عمر بن عبد الرحمن أخبره: أنه لما كان بين عبد الله بن عمرو وعنبسة بن أبي سفيان ما كان، وتيسروا للقتال، فركب خالد بن العاصي إلى عبد الله بن عمرو، فوعظه، فقال عبد الله بن عمرو: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل دون ماله فهو شهيد " وقال (1) عبد الرزاق: " من قتل على ماله فهو شهيد " (2)

 لقد حَفِظَ الإسلامُ الضَّروراتِ الخمسَ؛ الدِّينَ، والعقلَ، والنَّفسَ، والنَّسبَ، والمالَ.

وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "مَن قُتِلَ دونَ مالِه"، أي: جعَلَ يُدافِعُ ويُقاتِلُ مَن يُريدُ أخْذَ مالِه ظُلمًا وقهْرًا، فقُتِلَ، "فهو شَهيدٌ"، أي: له أجْرُ الشَّهيدِ في الآخرةِ، "ومَن قُتِلَ دونَ دَمِه"، أي: دِفاعًا وحِفاظًا على نَفسِه ممَّن يُريدُ أنْ يَعتدِيَ عليه، "فهو شَهيدٌ"، أي: له أجْرُ الشَّهيدِ في الآخرةِ، "ومَن قُتِلَ دونَ حرَمِه"، أي: مَن دافَعَ ورَدَّ مَن أراد أنْ يَعتدِيَ على مَحارِمِه مِن زَوجتِه وأقاربِه، "فهو شهيدٌ"، أي: يَنالُ بقِتالِه هذا ودِفاعِه أجْرَ الشَّهيدِ في الآخرةِ؛ لأنَّه مات في سَبيلِ طلَبِ الحقِّ والدِّفاعِ عنه، وهذا بخِلافِ شَهيدِ الدُّنيا الشَّهيدِ الَّذي يُقتَلُ في الحربِ والجِهادِ في سَبيلِ اللهِ المعركةِ؛ فإنَّه لا يُغسَّلُ ولا يُكفَّنُ إلَّا في ثِيابِه الَّتي استُشهِدَ بها، وهو الَّذي يُقتَلُ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ دِفاعًا عن دِينِه وإعلاءً لكَلِمةِ اللهِ تعالى. 

وفي الحديثِ: تَحريمُ مالِ المسلمِ ودَمِه وعِرْضِه.